12 - أنا لا أفهم تدريب السيف

الفصل 12: أنا لا أفهم تدريب السيف
===============================


تحت شمس منتصف اليوم الحارقة، اخترق نصل بارد للأمام. السيف والذراع الحاملة له ارتعشا بقوة كما لو أن من يمسك السيف كان رجل عجوز واهن.

لكنه لم يكن رجلاً عجوزاً بأي حال من الأحوال، بل كانت فتاة تملك هيئة بطولية. حسنا، ليس الان. في الوقت الحالي كان شعرها غير مرتب ويطير في كل الاتجاهات. جبهتها كانت مغطاة بخطوط من العرق، حيث في بعض الأحيان سقطت بعض القطرات من رأسها إلى قدمها.

بالقرب، كان هناك رجلان عجوزان يلعبان الجو تحت السقف الظليل. كانت مناسبة مطمئنة لهما حيث كانا يدردشان، يشربان الشاي، ويضحكان.


الطقس هذا الشهر كان ربما غير منتظم قليلاً. رغم أن الوقت اقترب من نهاية الصيف، ظل الجو حاراً مشتعلاً. الوقوف تحت الشمس كان مثل عذاب سماوي حارق.

"زينج!" صرت جو نان على أسنانها واستمرت. سيفها طعن ثم طعن، مع تكرارها لهذه الحركة إلى ما لا نهاية.

في هذا الصباح، هي قد دفعت سيفها للأمام ربما لعدة آلاف من المرات. حتى مع جسدها القوي طبيعياً، شعر كأن عظامها تتصدع وعضلاتها تتمزق.

يديها كانتا ثقيلتين بشكل غريب، كما لو كانت مربوطة بدزينات الكيلوجرامات من الحجارة، مما استنزف قوتها.

"لا توجد قوة كافية في حركاتك، وسرعتك تزداد سوءاً. مرة أخرى." قال الرجل العجوز ذو الرداء الأبيض بشكل عارض، غير آبه بأن يرفع رأسه من على اللوح.


لقد تطور إدراكه لدرجة أنه يستطيع الحكم على سمات السيفمن سوت سيفها في الهواء. لكن جو نان لم تكن مركزة على مهارات معلمها.

'سرعتي تزداد سوءاً. باه! ما رأيك أن تجرب بضعة آلاف مرة فقط!'

أمالت عيونها وأطلقت اللعنات في داخلها.

لكن لم يكن لديها الوقت لتصبح غاضبة. صارةً على أسنانها، واصل رسغيها المتورمين دورة أخرى من حركات الطعن.

'الرجل العجوز قال أنه سيعلمني 'طريق السيف'. لكن الأسبوع الأول بالكامل كان فقط لأبسط الحركات. بما أن هذه هي الحالة، فيمكنني التدرب بنفسي فحسب. من قال أنني أريد جد عجوز لا يفعل شيئا سوى الجلوس في الأنحاء طوال اليوم!'


مهما كان الحزن والكآبة التي شعرت بهما في الفناء، لم يؤثر هذا على الراحة والاطمئنان في الداخل.

في الداخل، كان باي كي وغوست فالي جالسين أمام بعضهما. الأول يرتدي رداء أسود والآخر رداء أبيض.

كل منهما كان يحمل إما قطعة بيضاء أو سوداء في يديه، حيث لعبا ببطء وعلى مهل.

وضع باي كي قطعة للأسفل بخفة ونظر للخارج.

"همم، غوست فالي، كيف هي تلميذتي؟"

توقف غوست فالي وابتسم بشكل خافت. "لأكون صريحاً، إنها عبقرية في الفنون القتالية. بالنسبة للناس العاديين، بعد ممارسة حركة لآلاف المرات، سوف يكونون عاجزين عن المواصلة. وحتى لو فعلوا، سوف يخاطرون بإصابة جسدهم بشكل دائم. لكن لأن تفعل ذلك وتكون مرهقة فقط، يجب أن أقول، إنها بارزة."

متوقفاً مرة أخرى، وضع قطعته للأسفل بصوت واضح.

"لقد كنت أشاهد في الأيام الأخيرة عندما علمتها المسائل العسكرية. قد تكون صغيرة، لكنها تبني نفس سلوك الجنرالات مثلكم. إنها تلميذة جيدة هذه التي أخذتَها."

"هاها، حتى من بين آلاف الاختيارات، من الصعب إيجاد واحدة جيدة."

نظر إليه غوست فالي بنظرة مرتابة. "لكن ينبغي أن أقول، باي كي، هل حقاً التقطت هذه الفتاة بشكل عشوائي من الشارع؟ وأن تدخل منزلك بهذه الطاعة!"

"همم؟ ماذا تخمن؟ هل تعتقد أنني من النوع الذي يراوغ ويخادع؟ فلتعرف هذا، أنا حقاً شخص مشهور. بما أنها راغبة في القدوم كتلميذة لي، فهذا يعد بركة من السماوات."

بعد ذلك، وضع قطعة سوداء على اللوح مع صوت واضح.

"أهو هكذا؟ لو لم تكن موجوداً، لكنت أخذتها بالفعل لتكون تلميذتي." قال غوست فالي بهدوء. "لو كانت تلميذتي، لتعلمت المبادئ العميقة لطائفتنا وهناك، يمكنها مساعدتنا في إنشاء عالم أفضل. لكن للأسف."

استهزء باي كي من تلك الكلمات.

"هممف. أتفكر في انتزاع تلميذتي؟ كل ذلك من أجل مُثُل الفلاسفة؟ لا، إنها مقدر أن تكون جنرالاً عظيماً لتشين!"

تنهد غوست فالي بامتعاض. "تلك الرؤية ضيقة كثيراً. أيهما أكبر، الأراضي تحت السماوات أم تشين خاصتك؟"

ابتسم باي كي بثقة. "اليوم الذي تستطيع فيه تشين أن تكون آمنة في هذا العالم، ذلك هو اليوم الذي ستصبح فيه الأراضي تحت السماوات هي تشين."

غوست فالي لم يرد، فقط حدق في باي كي لبضعة لحظات قبل أن يعود إلى اللعبة.

أصبح المكان هادئاً مرة أخرى حيث ظل الرجلان صامتين لوقت طويل.

تمتم غوست فالي أخيراً، "أنت لا زلت عنيداً للغاية."

ضحك باي كي وقال، "شخص واحد لن يستطيع تهدئة العالم، لكن أمة تستطيع."


"من أجل تشين أنت—"

لم ينهي غوست فالي جملته حيث لوح باي كي يده وقاطع كلماته.

"الأمر ليس عن ماذا سأفعل أو لا أفعل من أجل تشين، بدلا من ذلك، إنه الاحتياج إلى أمة سالمة وسط هذه الأوقات الصعبة. ولما ليس تشين؟"

....

"باي كي، هناك شيء يجب أن أقوله. هناك بالفعل سيدات في الجيش، لكنهم قلة قليلة"

"أعلم. لدي خططي الخاصة."

لم يرد غوست فالي في الحال. التقط كوب من الشاي بجانب اللوح، وأخذ رشفة كبيرة جداً.

ثم تمتم بشكل خافت، "آمل ذلك."

....

ظلت السشمس عالية في السماء، وجو نان كانت قد فقدت وعيها بالفعل من التعب. لذا بطبيعة الحال، لم تسمع الحديث الذي دار داخل المنزل.

ثم بعد فترة، عادت شياو لو إلى الفناء لتجد صوت ضعيف ينادي عليها.

"شياو لو...شياو لو، أنقذيني..."

نظرت شياو لو إلى وجه الفتاة المتعرق وابتسمت. "سيدتي، لا أستطيع. إنها أوامر السيد. من فضلك اتبعي أوامره فحسب إنه بالتأكيد يتمنى الأفضل لك. اوه، أنا أيضا هنا لأبلغك بشيء ما."

"تبلغيني؟" ضاقت عيون جو نان قليلاً. "ما الذي هناك لتخبريني به؟ هل هناك ضيف آخر قادم؟"

"سمعت أن معلم سيدتي لركوب الحصان قادم الان." ابتسمت شياو لو بمكر ثم غادرت مسرعة.

كافحت جو نان للنهوض بينما تهز رأسها.

'اغغغ لم أنتهي حتى من واحد، الان واحد آخر؟'

'يا الهي، الامر ليس وكأنني أريد القتال، لماذا على أن أتعلم هذا؟!'

-------------------

"سيدي، السيد وانج جيان قد وصل."


انحنت شياو لو وقالت باحترام.

"اوه، إنه هنا." ضرب باي كي لحيته وضحك. "أخبريه أنه في المستقبل يستطيع الدخول مباشرة دون الحاجة للانتظار في الخارج."

"نعم، سيدي."

....

بعد فترة، سار رجل شاب للداخل باحترام، مرتدياً مجموعة من ملابس ركوب الأحصنة.

لمح مظهر جو نان وهي تقف في الساحة، تطعن في الهواء بشدة.

وجهها كان يتقطر بالعرق وشعرها بدا مشوهاً كأن إعصاراً قد مر بجواره. مشهد غير ملائم لفتاة شابة.

للحظة، حدق ببلادة في هذا المشهد الغريب.

جو نان لاحظت تحديق وانج جيان من بعيد، حيث تحول وجهها إلى اللون الأخضر من الغضب.

'تجرؤ على الضحك على كفاحي! سوف أهزمك!'

توقفت حركاتها ثم ابتسمت بشكل متصلب. "سيد وانج جيان، أنت هنا!"

============================
ترجمة : Ahmed Elgamal








2018/11/17 · 916 مشاهدة · 1016 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024